ما الفرق بين النار ذات الوقود ونار جهنم؟

  • 2025-10-17
  • سوريا - دمشق
  • مسجد عبد الغني النابلسي

ما الفرق بين النار ذات الوقود ونار جهنم؟

أحبابنا الكرام التعبيرات القرآنية تختلف بين سورةٍ وأُخرى بحسب جو السورة، في سورة البروج ربنا عزَّ وجل قال:

النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ(5)
(سورة البروج)

وفي آيةٍ أُخرى في يوم القيامة قال:

فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ(24)
(سورة البقرة)

(النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ) في الدنيا هي النار التي فيها الحطب، فإذا انتهى الحطب خمدت النار، فلمّا وصف الله تعالى نار الدنيا قال: (النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ) الحطب الذي تُشعَل به النار، لا يوجد نار في الدنيا تستمر مهما اشتدَّت، حتى الشمس هذا الكوكب المُشتعِل الذي يكبُر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة، ولسان اللهب يصل أحياناً إلى خمسمئة كيلو متر، هذه النار المُشتعلة يقول العلماء نظرياً سوف تنطفئ، مضى عليها خمسة ملايين عام، وستنطفئ بعد خمسة ملايين عام، كل نارٍ في الدنيا تنطفئ، هذه (النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ) فإذا توقف الوقود توقفت، لذلك ربُّنا عزَّ وجل لمّا تحدَّث عن نار الآخرة قال: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) فهي مُشتعلة بكم لن تنطفئ، يعني حتى لا يقول إنسان ستنطفئ نار جهنم، أمّا لمّا يقول:

نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ(6)
(سورة الهمزة)

فللإشارة إلى عظمتها، ونار الفرن خمسمئة درجة أو مئة أو مئتين، ونار الفرن الذرّي يمكن آلاف الدرجات، أمّا نار الله فعظمة اشتعالها من عظمة من أُضيفت إليه، والله تعالى أعلم.
فنار الدنيا تنطفئ أمّا نار الآخرة:

وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا(97)
(سورة الإسراء)

والعياذ بالله لا تخمَد.