الحج
رسالة إلى مسؤول
| يا ربنا لك الحمد، ملءَ السماوات والأرض، وملءَ ما بينهما وملءَ ما شئت من شيءٍ بعد، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غنى كل فقير، وعزّ كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومَفزَع كل ملهوف، فكيف نفتقر في غناك، وكيف نضل في هُداك، وكيف نذل في عزك، وكيف نُضام في سلطانك، وكيف نخشى غيرك، والأمر كله إليك، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسلته رحمةً للعالمين بشيراً ونذيراً، ليخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعِلم، ومن وحول الشهوات إلى جنَّات القربات، فجزاه الله عنّا خير ما جزى نبياً عن أمته. |
| اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذريِّة سيدنا محمدٍ، وسلِّم تسليماً كثيراً. |
مقدمة:
| وبعد أيُّها الإخوة الكرام: قال لي صاحبي يوماً: هل وصلك الخبر؟ هل هنَّأتَ فلاناً؟ قلت: خيراً أُهنئه بماذا؟ قال: صار مسؤولاً، يعني بذلك أنه تسلَّم منصباً رفيعاً في مؤسَّسات الدولة، قلت له: صار مسؤولاً؟! قال: نعم، قلت: وهل كان يوماً غير مسؤول؟ وهل كان يوماً مُذ بلغ سن الرُشد غير مسؤول؟! متى كنّا يا صاحبي غير مسؤولين؟ ألا تعلم أنك مسؤول؟ وألا تعلم أنني مسؤول؟ كلنا مسؤولون، يا صاحبي هذه الكلمة التي يترنَّم بها بعض الناس فرحاً، فيقول قائلهم أنا مسؤولٌ كبير، ليست كلمةً يليق بها الفرح، وإنما كلمةً يليق بها أن تُطرِق وتُفكِّر لأنك مسؤول، بمعنى أنك ستُسأل ومن يُسأل ينبغي أن يُعدَّ جواباً، وكلما عظمت مكانته عظمت مسؤوليته، فأُهنِّئه بماذا؟! اسمعوا إلى قوله تعالى: |
وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ(24)(سورة الصافات)
| تدبَّروا معي قوله عزَّ وجل: |
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ(6)(سورة الأعراف)
أربعة مؤكدات في آيةٍ واحدة لعلَّ الرسالة تصِل إلينا أننا سنُسأل جميعاً:
| وتعالوا نَعِشْ معاً قوله تعالى: |
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93)(سورة الحجر)
| انظروا إلى هذه التوكيدات الأربعة، التي قلَّ أن تجتمع في آيةٍ من آيات كتاب الله تعالى (فَوَرَبِّكَ) القسَم، يُقسِم المولى جلَّ جلاله أنه سيسأل (فَوَرَبِّكَ) يا محمد صلى الله على نبينا محمد (فَوَرَبِّكَ لَ) وهذه اللام في جواب القسَم للتأكيد أيضاً (لَنَسْأَلَنَّ) وهذه نون التوكيد الثقيلة (لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) وأجمعين إعرابها توكيدٌ لفظي، أربعة مؤكدات في آيةٍ واحدة، لعلَّ الرسالة تصِل إلينا أننا سنُسأل جميعاً عن كل صغيرةٍ وكبيرة. |
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا(49)(سورة الكهف)
| كلمة مسؤول تقشَعِرُّ منها الجلود، ورسالتي اليوم إلى كل مسؤول، نعم هي إلى كل مسؤول أي إلى كل إنسان، إلى كل مسلم، إلى كل شخص يؤمن بأنه سيُسأل. |
لو جُمِعَت كل القيَم لكان عنوانها قيمة المسؤولية:
| أيُّها الإخوة الكرام: هل نُدرِك أننا مسؤولون فعلاً؟ هل نعي حجم مسؤولياتنا؟ هل نُربّي في بيوتنا وفي مدارسنا جيلاً يحمل المسؤولية؟ القيَم كلها، الصدق، الأمانة، الوفاء، الحُب، والله لو جُمِعَت كل القيَم لكان عنوانها قيمة المسؤولية، لأنَّ الصادق مسؤول، والأمين مسؤول، والوفي مسؤول، فكل الأخلاق إذا تحمَّل الإنسان مسؤوليته جاء بها، وإذا تخلَّى عن مسؤولياته تركها، من أبسط الأمور إلى أعلى الأمور. |
| هل ما رأيناه من البعض في الاحتفالات الأخيرة، من البعض ولا أقول الجميع، هل ما رأيناه من البعض في الاحتفالات الأخيرة يحمل روح المسؤولية؟ هل الساحة التي غادرها المُحتفلون وقد امتلأت بالأوساخ، وقد عاثوا في الساحات فساداً، هل هذا الرجُل الذي ألقى القمامة في الأرض يحمِل المسؤولية؟ لا يحمِل المسؤولية! طبعاً إذا سألته لماذا ألقيت القُمامة في الأرض؟ لن يقول لك لأنني لا أتحمَّل المسؤولية، سيقول لك: لأنهم لم يضعوا مكاناً لرمي القُمامة، لن يحمل المسؤولية، إذا قلت له: لماذا دُست على الأعشاب ودمَّرت النباتات؟ لن يقول لك: لأنني لا أحمِل المسؤولية، سيقول لك: هُم لم يضعوا مكاناً كافياً للمُحتفلين، سيجعل شمَّاعةً يُعلِّق عليها، لأنه لا يُريد أن يتحمَّل المسؤولية. |
| قد يُقال هذه أبسط الأمور يا شيخ، بسيطة كانوا مُحتفلين ومُبتهجين، لكن هل يتحمَّل المسؤولية فعلاً من يُطلِق بوق سيارته في الساعة الثانية ليلاً؟ هل يتحمل المسؤولية فعلاً من يُعرقِل السير ليقف مع سيارتين يُحدِّث أحدهما الآخر من سيارةٍ إلى سيارة؟ والسيارات صارت وراءه إلى ما لا نهاية، وسيارة الإسعاف تريد أن تصِل إلى المشفى، هل يتحمَّل المسؤولية؟ لا يتحمَّل المسؤولية، المشكلة أنَّ كثيراً من الناس لا يتحمَّلون المسؤولية، لا يُريد أن يحمِل مسؤوليةً، والذي لا يُصلّي لا يتحمَّل مسؤوليةً، لماذا لا تُصلّي؟ يقول: حتى يأذن الله، يا أخي قد أذِن الله وأمر بالصلاة وقال لك: |
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ(43)(سورة البقرة)
| لكن أنت لا تُريد أن تتحمل المسؤولية، في أن تنهض وتترُك مُغريات الحياة وتقوم إلى صف الصلاة، أنت لا تتحمَّل المسؤولية. |
القرآن الكريم يضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا:
| أيُّها الإخوة الكرام: القرآن الكريم يضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا، قال تعالى: |
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8)(سورة الزلزلة)
| مسؤولية. |
وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا(13)(سورة الإسراء)
| مسؤولية. |
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(18)(سورة فاطر)
| مسؤولية، لا تحمِل نفسٌ عن نفسٍ أُخرى أوزارها، لا تُحمِّل أوزارك لجهةٍ أُخرى، لا تُقل فلان، لا تقُل تآمروا علَيّ (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ) مسؤولية. |
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(111)(سورة النحل)
| مسؤولية، كل نفسٍ ستُجادل عن نفسها، لن يُجادل أحدٌ عن أحدٍ يوم القيامة، أنت ستحمِل مسؤولية أعمالك، ستقف بين يدي الله فيقول لك: لماذا فعلت؟ لن تقول له عندي مُحامٍ سأوكِّله أنا لا أستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة، ستُجيب بنفسك وسأُجيب بنفسي، سأتحمَّل المسؤولية أمام الله، مهما حاولت التملُّص بها في الدنيا، سأقف أمام مسؤولياتي يوم القيامة. |
مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا(79)(سورة النساء)
| انظروا إلى القرآن الكريم كيف يُحمِّلنا مسؤولياتنا (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ). |
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(165)(سورة آل عمران)
| مسؤولية، المشكلة عندك، المشكلة في ملعبك وفي ملعبي، لا تُعلِّق على أطرافٍ أُخرى (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) ماذا يفعل الناس اليوم؟ إن أصابته حسنةٌ تفوَّق، أخذ شهادةً عُليا، تزوَّج نجح في زواجه، عمل عملاً فحقَّق ربحاً، تقول له: ما شاء الله مُباركٌ هذا التفوُّق كيف حصَّلته؟ يقول لك: درست، تعبت كثيراً حتى وصلت إلى هُنا، لا تظن الموضوع سهلاً، مباشرةً من غير أن يشعُر يعزو الفضل إلى نفسه، فإن وقع في مصيبةٍ أو في سيئة، تقول له: لماذا فعلت كذا كيف خسرت؟ يقول لك: والله هذه من الله، لأنه لا يُريد أن يتحمَّل المسؤولية، هو يُريد أن يحمِل مسؤولية النجاح أنا نجحت، لكن مسؤولية الفشل يُريد أن يُحمِّلها على جهة. |
نحن نؤمن بالقَدَر لكننا لا نتحجَّج به:
| نحن نؤمن بالقَدَر لكننا لا نتحجَّج به، الإيمان بالقدر شيء وتبرير التقصير بالقَدَر شيءٌ آخر، الإيمان بالقَدَر مطلوب، وتبرير التقصير بالقَدَر مذموم، كل ما وقع حتى إذا ترك واجباً شرعياً يقول لك: الله لم يأذَن لي، الله ما أراد لي. |
| رويَ أنه جيء برجُلٍ شاربٍ للخمر إلى أحد الخُلفاء، فقال: <<أقيموا عليه الحدّ، يشرب الخمر، فقال له: يا أمير المؤمنين إنَّ الله قدَّر عليَّ ذلك، قال: أقيموا عليه الحدَّ مرتين، مرَّةً لأنه شرب الخمر ومرَّةً لأنه افترى على الله كذباً>> لأنه يُحمِّل معصيته للقَدَر ويُبِّرر معصيته بالقَدَر. |
| أيُّها الإخوة الكرام: إن أصابت الإنسان سيئةً يتعلَّل دائماً بالعوامل الخارجية، ظلموني تآمروا علَيّ، فإن لم يجد شمَّاعةً يُعلِّق خطأُه عليها، يقول: هذا من القَدَر، أو يتجرأ أكثر فيقول: هذا من الله! الفعل فعله أنا لا دخل لي، ما هذا الاجتراء على الله تعالى؟! أن نُحمِّل فشلنا على خالقنا حاشاه جلَّ جلاله. |
أول ما عُصيَ الله به في الأرض معصيتان:
| أيُّها الإخوة الكرام: أول ما عُصيَ الله به في الأرض معصيتان: |
المعصية الأولى معصية إتيان:
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35)(سورة البقرة)
| لآدم وزوجه فاقتربا وأَكلا. |
| المعصية الثانية معصية ترك: قال لإبليس اسجُد، قال: لا أسجُد، ترك، واحدة إتيان وواحدة ترك، ما الذي حصل بعد ذلك؟ معصية آدم وزوجه ومعصية إبليس، ما الذي حصل بعد ذلك؟ آدم وزوجه تحمَّلا المسؤولية. |
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(23)(سورة الأعراف)
| فقط (ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا) كان بوسعهما أن يقولا: هو وسوس لنا الشيطان نحن لا دخل لنا، والله لو لم يوسوس لما أكلنا، كان بوسعهما أن يقولا: نُريد أن نكون من الخالدين، هناك مُبرِّرٌ لهذه المعصية، يوجد مُبرِّر يوجد دافعٌ إيجابي، نُريد أن نكونا مَلَكين، أن نكونا من الخالدين، عندنا مُبرِّر، ولمّا قال لنا ذلك مُبرِّرٌ آخر، نحن لا نعرف المعصية في الأصل، نحن أول مخلوقَين في الأرض، ما عندنا معلومات عن المعصية فزلَّت قدمنا، أبداً ما قال آدم ولا زوجه أيّاً من تلك المُبرِّرات (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا) تحمَّلا المسؤولية فماذا حصل؟ |
فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)(سورة البقرة)
| لأنه تحمَّل مسؤولية خطئه، ماذا فعل إبليس؟ إبليس لا يُريد أن يتحمَّل المسؤولية، بدأ بتعليق مُشكلته على طرفٍ آخر، المشكلة ليست عندي المشكلة عند آدم، كيف المشكلة عند آدم؟ |
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ(12)(سورة الأعراف)
إبليس يتنصَّل من مسؤولياته ثم يُحمَّل مسؤولية ضلاله ومعصيته لخالقه والعياذ بالله:
| المشكلة عنده، لو كان من نارٍ لسجدت له لكن هو من طين، يريد أن يتنصَّل من مسؤولياته. |
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(62)(سورة الإسراء)
| المشكلة أنك كرَّمته عليّ أنا لا أسجُّد له، لم يتحمل مسؤولية الخطأ، ما قال أنا أخطأت، أنا لم أسجُّد، أنا عصيت الأمر، ظلمت نفسي، ما قال ذلك، ثم بعد ذلك زاد في السوء والعياذ بالله، فحمَّل مسؤولية ضلاله ومعصيته لخالقه: |
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16)(سورة الأعراف)
| (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) أنت أغويتني (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) وبدأ بتعميم المعصية، سأُضّلهم سأُضِّل ذُرية آدم، لم يتحمل المسؤولية فكان إبليس اللعين، وكان آدم وزوجه في مكانهما العَليّ، أبو البَشَر وأُمنا حواء لأنهما تحمَّلا المسؤولية من اللحظة الأولى (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا) لا تتعلَّل بشيء، قُل أنا أخطأت، أنا ظلمت نفسي، أولُ طريقٍ لتصحيح المسار أن نتحمَّل مسؤولياتنا. |
عدم الشعور بالمسؤولية له سببان كبيران:
| أيُّها الإخوة الكرام: عدم الشعور بالمسؤولية له سببان كبيران اسمعوهما منّي: |
السبب الأول الشعور بالضعف:
| السبب الأول: الشعور بالضعف، أنا ضعيف لا أستطيع تحمُّل المسؤولية، هذه نسمعها اليوم من شبابٍ صار عُمره خمس عشرة سنة أو ستَّ عشرة سنة، ويقول لك: أنا ما زلت صغيراً، أي أنا ضعيف لا أستطيع تحمُّل المسؤولية، من أنا حتى أحمِل المسؤولية؟ قُل ذلك للحُكَّام أنا أحمِل المسؤولية؟ فالسبب الأول الشعور بالضَعف. |
السبب الثاني الشعور بالكِبر وتضخُّم الذات:
| السبب الثاني بعكسه تماماً، الشعور بالكِبر وتضخُّم الذات (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) فالأول يقول أنا ضعيف لا أحمِل المسؤولية، والثاني يقول أنا عظيم لا أُخطئ، وكلاهما لا يتحمَّل المسؤولية، العظيم لا يُريد تحمُّل المسؤولية لأنه لا يُخطئ، أنا لا أُخطئ، والضعيف لا أقوى على تحمُّل المسؤولية، أعطِ نفسك مكانها الحقيقي، أنا لست مُتكبِّراً لكنني لست ضعيفاً، أنا قويٌ بقوة الله أحمِل المسؤولية إن شاء الله، أحمِل مسؤولية أعمالي، مادام الله أعطاني أداة التكليف، فإنني قادرٌ على تحمُّل المسؤوليات، ينتج دائماً عن هذين السببين الشعور بالمظلومية، الشعور بالمظلومية دائماً يمنع الإنسان من تحمُّل مسؤولياته، أنا مظلوم، أنا ضعيف، أنا مُتآمَرٌ عليّ، الكل يتآمرون عليّ. |
| انظروا الآن بينكم لعلَّ بينكم مُدرّسين وأنا كنت مُدرِّساً، كيف الصغار دائماً ببساطتهم يتفلَّتون من تحمُّل المسؤولية بعدة أساليب، أحد الأساليب تعميم الخطأ، كنت أقول للطلاب: من لم يكتُب الوظيفة؟ فيقوم طالبٌ ويقول: لم نكتبها، أنت وحدك لم تكتبها، لكنه يشعر بارتياحٍ إذا كان الجميع لم يكتبوها، لأنَّ المُدرِّس لن يُعاقِب الصف كاملاً، لم نكتُب، أقول له: قُل لم تكتُب أنت، أنت لم تكتُب يا بُني لماذا تقول لم نكتُب؟ مَن أخبرك أنهم لم يكتبوا؟! هو يُريد أن ينجو من المسؤولية، هذا الأسلوب قال فيه القرآن الكريم: |
وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(39)(سورة الزخرف)
تعويم الخطأ لا يعني أنه صواب:
| مهما كنتم كُثُراً ستُعذَّبون، تعويم الخطأ لا يعني أنه صواب، كيف ينجوا الطلاب من تحمُّل المسؤولية؟ الشعور بالمظلومية، أستاذ أنا لم أكتُب الواجب لأنه كان عمّي عندنا أمس وتأخروا بالذهاب، هذه الأساليب البسيطة التي يفعلها الصغار ببراءتهم، ويجب أن نُعلِّمهم أن لا يفعلوها حتى يتحمَّلوا المسؤولية، يفعلها الكبار لكن بشكلٍ مخفي بحيث لا نصِل إلى مُبتغاهم، يتعلَّل بأي شيءٍ حتى لا يقول لك أنا أخطأت، قُل أنا أخطأت، أنا بشر أُخطئ وأُصيب، أخطأت في هذه المسألة يا أخي، وتحمَّل مسؤولية عملك. |
| أيُّها الإخوة الكرام: انظروا إلى هذا الرجُل كيف تحمَّل المسؤولية، يروي أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول: |
{ بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ علَى جَمَلٍ، فأناخَهُ في المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قالَ لهمْ: أيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُتَّكِئٌ بيْنَ ظَهْرانَيْهِمْ، فَقُلْنا: هذا الرَّجُلُ الأبْيَضُ المُتَّكِئُ، فقالَ له الرَّجُلُ: يا ابْنَ عبدِ المُطَّلِبِ، فقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قدْ أجَبْتُكَ، فقالَ الرَّجُلُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي سائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ في المَسْأَلَةِ، فلا تَجِدْ عَلَيَّ في نَفْسِكَ، فقالَ: سَلْ عَمَّا بَدا لكَ، فقالَ: أسْأَلُكَ برَبِّكَ ورَبِّ مَن قَبْلَكَ، آللَّهُ أرْسَلَكَ إلى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فقالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ نُصَلِّيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ في اليَومِ واللَّيْلَةِ؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ نَصُومَ هذا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ تَأْخُذَ هذِه الصَّدَقَةَ مِن أغْنِيائِنا فَتَقْسِمَها علَى فُقَرائِنا؟ فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فقالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بما جِئْتَ به، وأنا رَسولُ مَن ورائِي مِن قَوْمِي، وأنا ضِمامُ بنُ ثَعْلَبَةَ أخُو بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ }
(صحيح البخاري)
| لم يكن لرسول الله مجلسٌ خاص، كان بين أصحابه واحداً منهم. |
البدء بالهدم قبل البناء:
{ عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: بعثَتْ بنو سعدِ بنِ بكرٍ ضِمامَ بنِ ثَعلبَةَ وافدًا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقدِمَ عليه، وأناخَ بعيرَهُ على بابِ المسجِدِ، ثمَّ عَقَلَه ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ في المسجِدِ في أصحابِهِ، وكان ضِمامُ بنُ ثعلبةَ رجُلًا جَعْدَ الشَّعرِ ذا غَديرتَيْنِ، قال: فأقبَلَ حتَّى وقَفَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في أصحابِهِ، فقال: أيُّكُمُ ابْنُ عبدِ المطَّلبِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا ابنُ عبدِ المطَّلبِ، قال: مُحمَّدٌ؟ قال: نعمْ، قال: يا بنَ عبدِ المُطَّلبِ، إنِّي سائِلُكَ ومُغلِظٌ عليكَ في المسألةِ؛ فلا تَجِدَنَّ في نفْسِكَ، قال: لا أجِدُ في نَفْسي، سَلْ عمَّا بدا لكَ، قال: أَنْشُدُكَ باللهِ إلهِكَ وإلهِ مَن كان قَبلَكَ، وإلهِ مَن هو كائنٌ بَعدَكَ، آللهُ أمَرَكَ أنْ نعبُدَه وحدَهُ لا نُشرِكُ به شيئًا، وأنْ نخلَعَ هذه الأوثانَ التي كان آباؤُنا يَعبدونَ معه؟ قال: اللَّهمَّ نعمْ، قال: فأَنْشُدُكَ باللهِ إلهِكَ وإلهِ مَن كان قَبلَكَ، وإلهِ مَن هو كائنٌ بَعدَكَ، آللهُ أمَرَكَ أنْ نُصلِّيَ هذه الصلواتِ الخمسَ؟ قال: اللَّهُمَّ نعمْ، قال: ثمَّ جعَلَ يذكُرُ فرائضَ الإسلامِ فريضةً فريضةً: الزكاةَ، والصيامَ، والحجَّ، وشرائعَ الإسلامِ كلَّها، يُناشِدُه عِندَ كلِّ فريضةٍ كما يُناشِدُه في التي قَبلَها، حتَّى إذا فرَغَ قال: فإنِّي أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وسأُؤَدِّي هذه الفَرائضَ، وأجتنِبُ ما نهَيْتَني عنه، ثمَّ لا أَزيدُ ولا أَنْقُصُ، قال: ثمَّ انصرَفَ إلى بَعيرِهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يَصْدُقْ ذو العَقِيصَتَيْنِ يدخُلِ الجنَّةَ، قال: فأتى بَعيرَهُ فأطلَقَ عِقالَهُ، ثمَّ خرَجَ حتَّى قدِمَ على قومِهِ، فاجتمَعوا إليه، فكان أوَّلُ ما تكلَّمَ به أنْ قال: بِئْسَتِ اللَّاتُ والعُزَّى، قالوا: مَهْ يا ضِمامُ! اتَّقِ البَرَصَ، اتَّقِ الجُذامَ، اتَّقِ الجُنونَ، قال: ويلَكم! إنَّهما واللهِ ما تضُرَّانِ وما تنفَعانِ، وإنَّ اللهَ قد بعَثَ رسولًا، وأنزَلَ عليه كتابًا استنقَذَكم به ممَّا كنتم فيه، وإنِّي أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وقد جِئْتُكم مِن عِندِه بما آمُرُكم به وأَنْهاكم عنه، قال: فواللهِ، ما أَمْسى مِن ذلك اليومِ في حاضرتِهِ مِن رجُلٍ ولا امرأةٍ إلَّا مُسلِمًا، قال ابنُ عبَّاسٍ: فما سمِعْنا بوافِدٍ قَطُّ كان أفضلَ مِن ضِمامِ بنِ ثعلبةَ }
(أخرجه أحمد والطبراني)
| بدأ بالهدم قبل البناء. |
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)(سورة البقرة)
| يجب أن يهدِم الأصنام في داخلهم حتى يبدأ البناء، قال: (بِئْسَتِ اللَّاتُ والعُزَّى، قالوا: مَهْ يا ضِمامُ! اتَّقِ البَرَصَ، اتَّقِ الجُذامَ، اتَّقِ الجُنونَ، قال: ويلَكم! إنَّهما واللهِ ما تضُرَّانِ وما تنفَعانِ، وإنَّ اللهَ قد بعَثَ رسولًا، وأنزَلَ عليه كتابًا استنقَذَكم به ممَّا كنتم فيه، وإنِّي أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وقد جِئْتُكم مِن عِندِه بما آمُرُكم به وأَنْهاكم عنه) أنا رسولٌ إليكم. |
| انظروا كيف تحمَّل المسؤولية! يقول راوي الحديث: (فواللهِ، ما أَمْسى مِن ذلك اليومِ في حاضرتِهِ مِن رجُلٍ ولا امرأةٍ إلَّا مُسلِمًا) أسلم قومه كلهم، قال ابنُ عبَّاسٍ: (فما سمِعْنا بوافِدٍ قَطُّ كان أفضلَ مِن ضِمامِ بنِ ثعلبةَ) تحمَّل المسؤولية، نحن بحاجةٍ اليوم إلى جيلٍ يحمِل المسؤولية. |
| هل انتهى الكلام؟ لمّا ينتهي ولكن انتهى الوقت، نُتابع إن شاء الله في الخُطبة القادمة الحديث عن كيف، لم نتحدَّث عن كيف، تحدَّثنا عن لماذا نحمِل المسؤولية؟ وما هي المسؤولية؟ وكيف وضَعَنا القرآن أمام مسؤولياتنا، لكن كيف نتحمَّل المسؤولية؟ كيف نُربّي أنفسنا وأبناءنا على تحمُّل المسؤولية، هذا في الخُطبة القادمة إن شاء الله. |
| أيُّها الإخوة الكرام: حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم، واعلموا أنَّ مَلَك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا وسيتخطَّى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا، الكيِّس من دان نفسه وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني، واستغفروا الله. |
| الحمد لله ربِّ العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد. |
الدعاء:
| اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا مولانا سميعٌ قريبٌ مجيبٌ للدعوات. |
| اللهم برحمتك عُمَّنا، واكفنا اللهم شرَّ ما أهمنا وأغمَّنا، وعلى الإيمان الكامل والكتاب والسُنَّة توفَّنا، نلقاك وأنت راضٍ عنّا، لا إله إلا أنت سبحانك إنَّا كنّا من الظالمين، وأنت أرحم الراحمين. |
| وارزقنا اللهم حُسن الخاتمة، واجعل أسعد أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنّا، أنت حسبُنا عليك اتكالنا. |
| اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا من نعمة الغيث، من نعمة المطر من السماء، فأتمّ اللهم نعمتك علينا بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين، اسقِنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اسقِنا الغيث واجعلنا من الشاكرين الحامدين، لا تُهلكنا بالسنين ولا تُعاملنا بفعل المُسيئين. |
| اللهم كُن لأهلنا في الخيام، كُن لأهلنا في كل مكان، كن لأهلنا في غزَّة، كُن لأهلنا في السودان، كُن لهم عوناً ومُعيناً، وناصراً وحافظاً ومؤيداً وأميناً. |
| اللهم أطعِم جائعهم، واكسُ عريانهم، ودفِّئ برحمتك بردانهم يا أرحم الراحمين، إنك وليُّ ذلك والقادر عليه. |
| اللهم اصرِف عنهم كل سوء، اللهم عليك بمَن ظلمهم، اللهم عليك بمَن استباح دورهم ودماءهم وأعراضهم اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك. |
| اللهم عليك بالصهاينة المُعتدين المجرمين، اللهم عليك بالصهاينة وعليك بالمنافقين وعليك بكل من ولاهم ووقف معهم يا أرحم الراحمين. |
| اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رُشدٍ يُعز فيه أهل طاعتك ويُهدى فيه أهل عصيانك، ويؤمَر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر، واجعل بلادنا أمناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، ووفِّق القائمين عليها للعمل بكتابك وبسُنَّة نبيك صلى الله عليه وسلم، ورُدَّ عن بلادنا كيد الكائدين ومكر الماكرين، إنك وليُّ ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربِّ العالمين. |

