الإسلام دين الفطرة

  • الحلقة السابعة عشر
  • 2020-05-10

الإسلام دين الفطرة

السلام عليكم: الآية اليوم هي الآية الثلاثون من سورة الروم وهي قوله تعالى:

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
(سورة الروم: الآية 30)

وأما الحديث: فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه:

{ عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كل مولودٍ يولدُ على الفطرةِ فأبواه يهودانِه أو ينَصِّرانِه أو يُمَجِّسَانِه، كما تُنْتِجُ البهيمةُ بهيمةً جمعاءَ، هل تُحِسُّونَ فيها من جَدْعاءَ؟"ثم يقولُ أبو هريرةَ: اقرؤوا إن شئْتم: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (الروم: 30) }

(صحيح البخاري)


الفِطْرَةُ هي الإسلام
كل مولود يولد على الفِطْرَةِ
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كل مولودٍ يولدُ على الفطرةِ فأبواه يهودانِه أو ينَصِّرانِه أو يُمَجِّسَانِه) أي يجعلانه يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً، لكنه في الأصل يولد على الفِطْرَةِ، والفِطْرَةُ هي الإسلام بالمعنى الواسع للكلمة، بمعنى أنه متوجهٌ التوجه الصحيح إلى خالقه ومولاه، (كل مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أو يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، ثم قرأ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}) الفطرة التي فطر الله الناس عليها هي الدِّينُ الْقَيِّمُ {ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} فالفطرة هي الدِّينُ الْقَيِّمُ، الفِطْرَةُ هي الإسلام، الفِطْرَةُ أن تتوجه إلى الله، الفِطْرَةُ أن تحب ما أمر الله به وأن تكره ما نهى الله عنه، قال تعالى:

وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ
(سورة الحجرات: الآية 7)


مهمة الإنسان هي تنمية جانب الخير الذي أودعه الله فيه
تنمية جانب الخير الذي أودعه الله فينا
فالإنسان بفطرته التي فطره الله عليها يحب الصدق ويكره الكذب، يحب الأمانة ويكره الخيانة، يحب الصدق في البيع والشراء ويكره الغش، هذه فطرته، لكنه إما أن يُنمي هذه الفطرة بتعليمات الشرع ومن خلال تفكيره بعقله الذي وهبه الله إياه ومن خلال تعلم هذا الدِّينُ القَيِّم فتتألق فطرته وتسمو به إلى أن توصله إلى جنة الخلود، وإما كما يفعل بعض الناس يبدأ بطمس فطرته شيئاً فشيئاً إلى أن يصبح ذا فطرةٍ مشوهةٍ مطموسةٍ فيستحق بعدها النار والعياذ بالله، إذاً نحن مخلوقون على الفطرة بأن نحب الخير وأن نكره الشر، بأن نرغب في الحق وأن نرغب عن الباطل، هذه فطرتنا وما مهمتنا في الحياة إلا أن ننمي جانب الخير الذي أودعه الله فينا وأن نعرض عن الشر الذي كرهناه بفطرتنا.
دين الإسلام هو دين الفطرة كلمةٌ نسمعها كثيراً لأن الإسلام ما يزال وسيبقى إلى يوم القيامة كما أنزله الله تعالى محفوظاً من كل تغيير ومن كل تحريف ومن كل تبديل، فلذلك هو دين الفطرة، فالفطرة قيمٌ، والفطرة مبادئ، والفطرة أخلاق، والدين جاء لحفظ هذه المبادئ والقيم والاخلاق، والفطرة رعايةٌ للجسم وللصحة وقد جاء الإسلام ليحافظ على النفس ويرعاها ويهذبها وينهض بها والفطرة حبٌّ للعلم والتعلم والمحاكمة العقلية، وجاء دين الإسلام ليقول لك: (اقْرَأْ) فينمي فيك جانباً عقلياً بالعلم وجانباً قلبياً بالحب الذي يسمو بك وبالقيم وينمي جسمك بطعامٍ وشرابٍ وفق منهج الله تعالى طعامٍ طيبٍ اُشتري بمالٍ حلال.
إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.