سؤال وجواب

  • الجمعة 07 رمضان 1446
  • 2025-03-07
  • سوريا - دمشق
  • مسجد عبد الغني النابلسي

سؤال وجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
تقبَّل الله الطاعات، الحمد لله على نعمة رمضان، الحمد لله أننا في رمضان، الحمد لله أننا نصوم النهار ونقوم الليل ولله الحمد والمنَّة.

السؤال الأول:
إذا الذهب ما أكمل النِصاب، لكن الذهب والمال يُكمِّلون النصاب مع بعضهم، أو المال لم يُكمِّل النصاب؟
أحبابنا الكرام هي سلةٌ واحدة، الزكاة سلةٌ واحدة، يعني أنا أقول معي عشرين مليون ليرة سورية نقداً، أكتبهم، ومعي عشر غرامات ذهب x سعر الغرام، أكتبهم وأجمعهم مع بعضهم، هي سلةٌ واحدة، الذهب والمال هما شيءٌ واحد، أصلاً الأموال النقدية الورقية، هي بديل الذهب، هي بديل المال، فالمال والذهب سلةٌ واحدة، توضع مع بعضها، فإن بلغ مجموعها قيمة خمسة وثمانون غرام ذهب، المال مع الذهب، وحال عليها الحَول، يعني مضى عليها عام هجري كامل معك، وجبت فيها الزكاة.
حُليّ النساء ذهب للزينة، الذي اشترته المرأة في الأصل بقصد الزينة، جمهور الفقهاء أنه لا زكاة فيه، يعني يلحق القنية، مثل إنسان عنده بيت وسيارة، والمرأة عندها ذهب لها، بحدود معقولة، تتزين به، جاءها هدية ليلة زفافها، هذا لا زكاة فيه، وإن كانت قادرة وقيَّمته وأخرجت، نِعمَ ما فعلت، أمّا الذهب للادخار سواءً كان مسبوكاً أو كان حليّ، يعني أنا معي مبلغ فائض، فقلت بدل أن أتركه في البيت مال، سأقلبه ذهباً، وإن كان أساور وليس سبائك، أصبح هذا الذهب للادخار، لم يُشترى بقصد الزينة، ولو تزينت به المرأة، فيبقى على أصل الشراء وهو الادخار، فيُجمع مع المال وتُدفع زكاته.
الإفتاء في دمشق منذ سنواتٍ طويلة، يُفتون بالإخراج على الفضة لمصلحة الفقير، طبعاً هو أقل بكثير، سابقاً في عهد النبوُّة، كان الذهب والفضة، الدينار الذهبي والفضة، نصاب الذهب ونصاب الفضة متعادلين، اليوم صار هناك بون شاسع بينهما، فمَن يأخذ بالفضة يأخذ من باب مصلحة الفقير، وإن كان الذهب يبقى هو العملة الرئيسية، والله أعلم.

السؤال الثاني:
هل يُفطِر استنشاق البخور؟
لا، لا يُفطر، تستنشق العطر، لكن لا داعي أن يفعلها الإنسان عن قصد، لكن إذا بشكلٍ طبيعي وضع البخور في البيت، تعطَّر الإنسان، هذا مما لا يُفطِر.

السؤال الثالث:
هل يجوز الجمع بين أكثر من صلاة سُنَّة، مثل سُنَّة وضوء مع سُنَّة الظهر؟
هو ليس المقصود أنه يجوز الجمع، المقصود أنه أحياناً تلتقي السُنَّة مع السُنَّة بشكلٍ طبيعي، يعني مثلاً شخص دخل المسجد قبل صلاة الفجر، ولم يُصلِّ سُنَّة الفجر في البيت، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:

{ إذا دخَل أحدُكم المسجدَ فلا يَجلِسْ حتى يصلِّيَ ركعتَين }

(أخرجه البخاري ومسلم)

ركع ركعتي الفجر، تحقَّق الأمر، لا يوجد داعٍ من أن يركع ركعتين تحية المسجد، وركعتين سُنَّة الفجر، تحقَّق الأمر، لأنه لم يجلس حتى يركع ركعتين.
مثلها هنا شخصٌ توضأ، ومن السُنَّن والمستحبَّات بعد الوضوء أن يركع ركعتين، لكن دخل إلى المسجد ليُصلّي الظهر، فركع الركعتين وهما سُنَّة الظهر، وتحقّق بذلك إن شاء الله أجر سُنَّة الوضوء، يعني هو التشريك في النيَّة في الأصل، الأصل فيه أنه لا يصحّ، أي أنا بنيَّتين، لكن هنا السُنَّة مع السُنَّة تحصل بشكلٍ طبيعي، يحصل المقصود، لكن هل يجوز جمع صلاة سُنّة مع صلاة فرض؟ لا، يعني إمّا أن تُصلّي بنيِّة الفرض، أو بنيِّة السُنَّة، يعني إنسان عليه فرض فيُصلّي الفرض بنيِّةٍ واحدة، أمّا السُنَّة مع السُنَّة
ما دام التقوا فلا مشكلة إن شاء الله.

السؤال الرابع:
ما هي أفضل الأعمال في رمضان؟
الصيام والقيام وغضّ البصر وحفظ اللسان، أحبابنا الكرام ليس الصيام من الطعام والشراب، وإنما الصيام عن قول الزور، وعن العمل به، وعن الكذب، وعن الخيانة، فأفضل الأعمال في رمضان، أن يحبس الإنسان نفسه عن أذى الآخرين أولاً، ثم أن يُبادر إلى الإحسان إليهم ثانياً، يعني العمل الصالح في رمضان مطلوب، الصدقة مطلوبة، قراءة القرآن مطلوبة، هذا ما يُرجى خيره وأجره في رمضان.

السؤال الخامس:
هل يجوز قول بجاه النبي صلى الله عليه وسلم؟
التوسل بُحبّنا للنبي لا شيء فيه، بل هو من مسائل الإجماع، يعني أن أقول يا ربّ بُحبّي لنبيك فرِّج عنّي، يا ربّ باتباعي لنبيك فرِّج عنّي، هذا توسل بالأعمال الصالحة، وهذا القدر مجمعٌ عليه، فإن اكتفيت به فحسَن، لكن في المسائل الخلافية التي هي تستحق الاختلاف، لا يُنكر أحد على أحد، هناك من أجاز التوسل بجاه النبي بعد وفاته، وابن تيمية رحمه الله له كلام طيب في ذلك، يعني بعد أن أثبت حُججه في أنَّ التوسل بجاه النبي، أو بالنبي بذاته لا يجوز، قال في نهاية المطاف: " لكن لا يُنكَر على مَن فعل إذا فعلها معتقداً بدليلها".
أنا بالنسبة لي شخصياً، أتوسل بحبّي للنبي وباتباعي له، أجدها رقيقة وجميلة، ومُجمع عليها، والخروج من الخلاف مُستحب، لكنني لا أُنكر على من يقول، أو أُقيم عليه النكير، لماذا تقول بجاه النبي فرِّج عنّا، لا يجوز وكذا، لا، لكن آتي بالمُجمع عليه، أُحبّ المتفق عليه، المتفق عليه أن تتوسل باتباعك لرسول الله، بحبك له، هذا القدر لا شيء فيه بل هو مطلوب، التوسل بعملٍ تعمله.
طبعاً الخلاف مبنيٌ على حديثٍ استدل به الطرفان، وهو توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعمِّه العباس، كان بعهد النبي، فمن قالوا بعدم جواز التوسل، قالوا بأن هذا كان، موجود بكتب الفقه في عهد النبي في وجوده، ولمّا توفي صلى الله عليه وسلم، انتقل إلى الرفيق الأعلى، توسَّلوا بعمِّه الذي هو بينهم، والبعض ذهبوا إلى أنَّ الأمر جائز في حياته وبعد موته، وأنا أقول توسَّلوا بحبِّكم للنبي وباتباعكم له، واخرجوا من الخلاف.

السؤال السادس:
ما حكم النوم من صلاة الفجر إلى المغرب وهو صائم؟
الصيام صحيح، لا يُبطل الصيام لأنه امتنع عن الطعام والشراب، لكن خالف بعض مقاصد الصيام، وهو الجلوس وتلاوة القرآن، فإذا كان له عملٌ مُضني ومُتعِب في الليل، أحياناً أُناس عملهم في الليل، لكن نقول له استيقظ قبل المغرب بساعة، واستشعر نفحات هذا الشهر، تُبّ إلى الله، الدعاء عند الفطر:

{ للصَّائِمِ عندَ فِطْرِه دَعْوةٌ ما تُرَدُّ. }

(أخرجه ابن ماجه والبيهقي)

طبعاً هو أكيد من صلاة الفجر إلى المغرب، يقوم لصلاة العصر والظهر، أمّا إذا كانت تفوته الصلاة، فهذه مصيبةٌ كبرى، أمّا إذا كان يقوم يُصلّي ويرجع ينام فصيامه صحيح، لكن نقول أنَّ هذا يُخالف مقصد الصيام، مقصد الصيام هو العمل، غزوات المسلمين الكبرى كانت في رمضان: بدر، وفتح مكة، واليرموك، وفتح القدس، كلها في رمضان، رمضان شهر العمل وليس شهر الكسل، والحمد لله بلادنا مناخها طيِّب لطيف، يعني هناك بلاد في الخليج أحياناً الحرارة ترتفع جداً في النهار فَيَنامون، نحن الحمد لله الأمور طيِّبة، فالأصل أن لا يفعل المسلم ذلك، وإن كان الصيام صحيحاً بشرط أن لا يترك الصلاة.

السؤال السابع:
ما حكم الاستمناء في رمضان؟
لا يجوز، ومن فعله أثِم ولزمه القضاء، فليتَّقِ الله شبابنا في هذه المسألة، فإنها مما يُنافي حكمة الصيام وهو الامتناع عن الشهوة، والبُعد عن مواطن الريبة، فلا يجوز، ويأثم فاعله إثماً أعظم، لأنه في نهار رمضان ويلزمه القضاء.

السؤال الثامن:
هل إذا لم تكن نيتي خالصةً لله في عملٍ ما أتوقف عن فعله؟
لا، لا تتوقف عن فعله، ولكن أخلِص النيِّة فيه، يعني الشيطان أحياناً من وسوساته أنه يوهمك أنَّ هذا العمل ليس لله فاتركه، وترك العمل خوفاً من الرياء رياء، لا تترك العمل مهما كان، ولكن اجهَد في أن تجعله خالصاً لوجه الله تعالى الكريم.

السؤال التاسع:
أنا طالب جامعي، جامعتي في غباغب، والمسافة طويلة عندنا، والمواصلات موعدها طويل، هل أذهب وأُصلّي الظهر، أم أذهب في الحافلة وأجمعها مع العصر؟
الأصل أن تُصلّي الصلاة في وقتها، لكن إذا كنت مسافراً أو كان هناك ضرورة، من باب جمع الضرورة، إذا كانت ستفوتك الحافلة ويُربِكُك الأمر، وتمضي وقت طويل حتى تجد حافلة تُقلّك إلى دمشق، مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، هذا يُسمّيه الحنابلة جمع الضرورة، فإذا كنت تريد أن تُدرك الحافلة وليس هناك وقت، فانوِ الجمع إن شاء الله صحيح، أمّا إذا تُدرك الحافلة وتُصلّي كل صلاة في وقتها فهذا هو الأصل.

السؤال العاشر:
لدي محل تجاري، عندما أبيع بمبلغ سوري مُعيَّن خمسمائة ألف فرضاً، وبنفس الوقت لدي حساب عند أحد مكاتب تصريف الدولار، عندما أُحصِّل هذا المبلغ، مباشرةً أذهب به إلى المكتب ليضعه مع حسابي مباشرةً، إذا كان قيمة الدولار عشرة آلاف مباشرة أضع في حسابي قيمة السوري بما يعادله من الدولار دون أن اصرف المال السوري إلى دولار وبعدها يضعها في حسابي كدولار؟
لا مانع، لا يوجد مشكلة، مادام سعر الصرف معروف، هذه الصرافة مسموحة، ما دام هناك تقابُض، يعني حوّلت وأودعهم مباشرةً في حسابي بأي عملة، لا يوجد أي مشكلة إن شاء الله.

السؤال الحادي عشر:
يرجى توضيح التوقيت الصحيح للإفطار والسحور؟
الإمساكية التي أصدرتها وزارة الأوقاف، أحبابنا الكرام هذه الإمساكية صادرة عن رابطة العالم الإسلامي، وهم مسؤولون أمام الله، عن أن يُبيِّنوا الأوقات الصحيحة ونحن ملزمون بها، الأوقات الموجودة سابقاً، هي فقط مضاف لها فترة يُسمّونها التمكين، يعني يؤذِّن ونصف وخمس دقائق، أُضيف إليها أربع دقائق زائدة من باب التأكد، الإخوة في وزارة الأوقاف حديثاً نظروا بالموضوع، قالوا لا داعي للتمكين، طويل جداً، نحن أُمرنا أن نُعجِّل الفطر ونؤخِّر السحور، فلنبقَ على التوقيت كما هو، يعني لا داعي لهذا الاحتياط، فعادوا، وسابقاً أُجريت هذه الدراسة في سورية، وقالوا بتخفيف وقت التمكين إلى دقيقتين بدل الخمسة، ثم لم تُقَرّ، الآن الإخوة أقرّوها على رابطة العالم الإسلامي.
بالنسبة لصلاة الفجر، هي تؤخَّر بشكلٍ طبيعي في دمشق، نصف ساعة عن موعد الصلاة، وهذا أفضل، والآن عشرون دقيقة، بسبب أنَّ التوقيت الشتوي لم يُغيَّر إلى التوقيت الشتوي، فأصبح هناك صعوبةً على الناس للخروج إلى أعمالهم، لكن أقل شيء يكون بعد الأذان بعشرين دقيقة إلى خمسٍ وعشرين دقيقة، فلا مانع، نلتزم بالإمساكية التي أصدرتها وزارة الأوقاف، وهي موجودة على مُعرّفاتها الرسمية في الفيسبوك وغيرها، وحتى نُشرت في المساجد.

السؤال الثاني عشر:
هل مجرد الإحساس بخروج الريح يُفسد الوضوء؟
لا، إياكم إياكم والوسواس، إذا شكَّ أحدكم في صلاته

{ أنه شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ . قَالَ: لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا }

(أخرجه البخاري ومسلم)

أمّا مجرَّد وسواس، حركة في البطن، تابع صلاتك وإياك والاستجابة لها، فإنها سبب مرض الوسواس القهري، الذي إذا سيطر على الإنسان يصعُب جداً الشفاء منه، يوجد شفاء لكن يصعُب، فلا تدخلوا في الوسواس.

السؤال الثالث عشر:
هل عيار ثمانية عشر يختلف عن العيار واحد وعشرين من الذهب في موضوع الزكاة؟
الأوقاف في العادة لمصلحة الفقير أيضاً يقولوا: نأخذ بعيار الثمانية عشر، خمسة وثمانون غرام ذهب، والحقيقة أنَّ الذهب ذهب، يعني الأربع والعشرين، فالثماني عشر، والواحد والعشرين، إذا أخذنا بهم كما هم، يعني جمعت كل ما عندي من الذهب، خمسة وثمانون أدفع، هذا أيسر شيء، وإذا أحبَّ إنسان أن يُراعي نفسه، وضرب المجموع بثماني عشر، وقسَّم على أربعة وعشرين، حتى يخرج بالذهب الخالص فقط، ويدفع عنه له ذلك، لكن هو شيء يسير جداً، فاجمع ما عندك من الذهب، سواءً كان ثمانية عشر، أو واحد وعشرين، أو أربعة وعشرين، في سلةٍ واحدة، إذا كان خمسة وثمانون مع المال ادفع عنهم.

السؤال الرابع عشر:
بعض المساجد تؤذِّن على التقويم الهاشمي؟
لا، كما قلنا دعونا على رابطة العالم الإسلامي، لأنَّ هذه مسؤولية الدولة وليست مسؤولية الأفراد.

السؤال الخامس عشر:
ما حكم صيام من احتلم في نهار رمضان؟
صيامه صحيح، احتلم يعني من غير إرادةٍ منه، نام فاستيقظ مُحتلماً، صيامه صحيح ولا شيء عليه.

{ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يُصبِحُ جُنُبًا مِن جِماعٍ غيرِ احتِلامٍ، ثمَّ يَصومُ. }

(أخرجه البخاري ومسلم)


السؤال السادس عشر:
لو سمحتم كم تحسب كفّارة الصيام؟
هي فدية الصيام، مَن أفطر وغير قادر على القضاء، مرض مُزمِن، عجوز شيخٌ كبير في السن، امرأة فانية، وجبت عليه الفدية، لم يقضِ فوجبت عليه الفدية، وهي إطعام مسكين، قُدِّرت في الأوقاف لهذا العام، بخمسة عشر ألف ليرة لليوم الواحد، يعني دولار ونصف الدولار تقريباً، هكذا قُدِّرت بالحدّ الأدنى، ومن زاد فهو خير إن شاء الله.

السؤال السابع عشر:
نعلم بأنَّ الإدارة الجديدة ليس لديها العدد الكافي؟
والله لديها ما شاء الله، حماهم الله، رأينا أعداداً كبيرةً جداً ما شاء الله، لكن سؤال الشعب المساعدة وبدأت الدعوات من لجان الحي.
يعني نكون جاهزين لمدّ يد العون بما نستطيع، لكن لا نتحرك دون أوامر، لأنَّ الحركة دون أوامر أحبابنا الكرام، ودون تنظيم، تؤدّي إلى عكس المُراد منها، تُنشِئ فوضى، يُجهّز الإنسان نفسه، يُحدِّث نفسه بحماية أهله وبلده ووطنه، يُحدِّث نفسه ويُهيئ نفسه، لكن لا يتحرك إلا ضمن تجمُّعات تُشرف عليها الدولة، لكي لا يصبح هناك فوضى، لأنه أحياناً تضر أكثر مما تنفع.
أمّا سؤالك أخي الكريم الحربي، الأخ يسأل هل كلهم حربيون؟ لا، الطائفة الذين يُقاتلوننا، هذا القول فيه نظر كبير جداً، بالأمس نحن شهدنا بعض البيوت، وهذا الكلام ليس للاستهلاك المحلي ولكنه حدث، أُناس أخبروني من هناك، أنَّ بعض البيوت استضافت الجرحى من قوات الأمن، قضية الحربي وغير الحربي هي قضية بمعركة واضحة، مثل اليهود بفلسطين، نحن شعبٌ واحد، ببلدٍ واحد، جزءٌ كبيرٌ من هذه الطائفة مظلومون كما ظُلمنا، مَن يذهب إلى جبالهم ويدور في الجبال، يرى بساطة كثيرٍ منهم، لكن استُخدِموا من طائفة الإجرام، كما استُخدِم غيرهم من الطوائف الأُخرى، يعني من كبار ضباط الأمن، كان هناك سُنّة، وهذا معروف لا نُنكره، وعاثوا في الأرض فساداً، وكثير من السجَّانين كانوا من محافظات مُعيَّنة معروفة، وكثير من رجال الشرطة والأمن كانوا من محافظات أُخرى معروفة، فاستَخدم الجميع لعنه الله، استَخدم الجميع في أتون الحرب الطائفية، لا شكّ أنه استَخدم طائفته أكثر لأنه كان يثق بها، لكن جزء كبير وقعت عليهم مظلومية شديدة، وفقر شديد، وأنا أقول والله يا إخوة، الآن ميدان دعوة كبير لهؤلاء.
أن ندعوهم إلى الله، لأنَّ كثير منهم غير مؤدلجين، هو أدلج الذين عنده، أمّا كثير منهم في القرى غير مؤدلجين، يعني هم لا يدينون بدين، جاهزون بُسطاء لأن يقبلوا الدعوة إلى الله عزَّ وجل، فنحن لا نريد فتنةً، ما تستطيع، لا يوجد في الدنيا كلها حربٌ انتهت بخسارةٍ وبربحٍ في الحروب الأهلية أبداً، لا تستطيع أن تُبيدهم ولن يُبيدوك، يعني القضية إمكانياً غير ممكنة.
أنا والله لا أتكلم ذلك للاستهلاك المحلي، لا والله، ونحن عانينا وهُجّرنا من ديارنا، وقلت لكم تسامينا على جراحنا وهمومنا، وتسامينا على كل الآلام، وأبناءنا في المعتقلات، وبناتنا وحرائرنا، تسامينا لأننا نعلم أنَّ البلد لن تقوم بحربٍ أهلية، فأنَّهم حربيون هذا الكلام فيه نظر، هذا الحربي هو الإنسان الذين يكون في بلدٍ آخر، يحتل أرضاً ويدخل معه، كما يجري مع اليهود في فلسطين، أمّا في بلدٍ فيها بالأصل تنوُّع موجود، فيها هنا يسكن مجموعة من الناس، وهنا مجموعة، وهنا مجموعة، ثم جاء نظام طائفي حاقد، جمَّع حوله من كل الطوائف، واختصَّ طائفته بمزيد، وطوائف أُخرى بمزيد.
لأنه دائماً أحبابنا الكرام، عندما يحكم أحد من الأقليات، ما يُسمّى الأقليات، تسمية وليست شتيمة، يعني هم أقل في المجتمع من غيرهم، عندما يحكم يستعين بالطائفة ليُثبِّت حكمه، لأنه يشعر أنه هو غير شرعي وجوده، فكيف إذا جاء بغير انتخابات، وبانقلابٍ عسكري، وتغيير دستور، فهو يشعر بعدم شرعيته من أعماقه، هو بشكلٍ طبيعي يذهب إلى الأقليات فيستعين بهم، ويقول لهم أنا جئت لأحميكم، طبعاً هذا الكلام والله أعلم فيه نظر كبير، وأنا أُؤيّد أن نترك الأمر للسلطات وللأمن وللدولة، وهم وجَّهوا، أنه لن يكون هناك انتقام إن شاء الله، سيكون يوجد محاسبة للمجرمين، لكن أيضاً نؤكِّد على المحاسبة والمعاقبة، كل مَن تورَّط، وكل من ثبت تورطه، هذا يجب أن يُحاكَم محاكمة علنية وسريعة، وإعدام أيضاً، لكن نبقى ضمن ديننا، وضمن مبادئ ديننا الحنيف الذي يقول:

وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(18)
(سورة فاطر)

والله تعالى أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.